ـ(158)ـ والقيم. ولم ينظر إلى الخصائص المحلية كاللون والوطن واللغة والقومية كأساس في أي من مجالات الحياة، وقد نلمس في بعض المؤشرات العقائدية والتشريعية ما يشير إلى نوع من الاعتبار لهذه الخصائص ولكننا إذا ما دققنا النظر فيها وجدنا ان الشارع حتى في مثل هذه الحالات لم يخرج عن نهجه في إعطاء الأصالة دائماً للخصائص الجوهرية. وما أعطاه للخصائص المحلية لا يخرج عن دور التبعية المحكومة بضوابط الخصائص الجوهرية. وهذا هو قانون التوازن الذي تسير عليه الشريعة وتزداد به واقعية ومتانة حيث تعطي لكل شيء حقه وتضعه في موضعه المناسب لـه دون إفراط أو تفريط. وإذا أمعنا النظر في الجوانب المختلفة للشريعة الإسلامية وجدنا كل واحد منها يشتمل على عدة أبعاد عالمية، فهناك أبعاد عالمية في النظام العبادي، وأخرى في النهج الأخلاقي، وثالثة في النظام الاجتماعي ورابعة في النظام السياسي وخامسة في الجانب الحقوقي، وسادسة في الجانب الثقافي. ونحن في هذه الدراسة لا نستطيع تسليط الأضواء على كافة هذه الأبعاد والجوانب. ولذا سنقتصر على دراسة الأبعاد العالمية العبادية والأخلاقية والاجتماعية. الأبعاد العالمية في العبادات الإسلامية يمكن تقسيم الأبعاد العالمية في العبادات الإسلامية إلى قسمين: 1 ـ الأبعاد العامة التي تدخل في أكثر من فريضة عبادية. 2 ـ الأبعاد الخاصة بفريضة دون أخرى. أولاً ـ الأبعاد العامة وهي أربعة أبعاد: 1 ـ تكريس الاعتقاد التوحيدي والتذكير بالخصائص الإنسانية الأصيلة المشتركة.