ـ(127)ـ وكذلك الشأن في كل قضية تهم المسلمين قاطبة ينبغي تجاوز الأفق القومي الضيق، والانصهار في بوتقة العالمية الإسلامية الخيرة، والتي تحقق على المدى القريب والبعيد مصالح جميع المسلمين، لأن العدو الغربي تكرر منه الإعلان عن مواجهة العالم الإسلامي بعد سقوط الشيوعية بدون ثمن عام 1989 م، ولا تفرقة في أذهان هؤلاء الأعداء بين أي واحد من الأقطار الإسلامية، من أهل السنة، أو الشيعة أو غير ذلك من بواعث التفرقة. ان العقلاء يقررّون ان الاتحاد في مواجهة الخطر المشترك ضرورة حتمية، لا محيص عنها ولا مهرب، وان وجود هذا الاتحاد آت لابد منه بمشيئة الله تعالى، إذا صدقت النوايا، وشحذت العزائم، وخفت أصوات الأطماع المادية الطاغية، والإغراق في النعم لدى البعض، وحرمان البعض الآخرين من أبسط وأدنى الحياة المعاشية الاقتصادية. الجمود الثقافي: الثقافة ـ كما جاء في معجم العلوم الاجتماعية وقاموس علم الاجتماع ـ: هي استجابة الإنسان لإشباع حاجاته المادية والروحية. أو إنها تشمل نماذج الحياة الاجتماعية بأسرها: العائلية والاقتصادية والدينية والأخلاقية والتربوية والجمالية والسياسية واللغوية والعلمية. ومعيار الثقافة: هو الدين، ويرفض القول بأن (الفن للفن) لأنه لابد من ان يكون الفن اخلاقيا، والدين أصل الأخلاق، ويجب احترام القيم الدينية في مجال الفن وغيره. وبإيجاز: الثقافة تشمل المعرفة والسلوك. ويلاحظ ان مجتمعنا المعاصر محدود الثقافة أو جامد الثقافة، فالناس إلى الآن حريصون على المادة وتوفير سبل المعيشة، والكثيرون أو القليلون يمارسون