ـ(126)ـ يجب ألا يستمر، ألا يعوق تحقيق اللقاء المشترك أو الاتحاد أو الوحدة، ولأن محو الفروق الطائفية يجب ان يكون غاية مقصودة في ذاتها، لأن أسباب الخلاف قد زالت، ومن الخطأ التمسك بالاختلاف الطائفي مع زوال أسبابه وعدم الجدوى في إثارته. ـ الاتجاهات القومية الإسلامية: إن الأمة الإسلامية قد جربت بعد استقلالها وزوال كابوس الاستعمار عن كيانها كل المبادئ الغربية أو الشرقية، من اشتراكية، ورأسمالية، وعلمانية، ووطنية، وقومية، اما عربية أو كردية، أو بربرية، أو تركية ونحوها، فلم تحقق منها جدوى أو غاية نفعية أو صحيحة، وظلت تترنح وتهتز في متاهات التخلف والضعف والتفرق، حتى هانت على الأعداء والدول الكبرى، ولم يعد لها حسبان في موازين السياسة العالمية. وقد آن الاوان في ظل الصحوة الإسلامية المعتدلة والرشيدة الحالية ان تعود هذه الأمة لرشدها والحفاظ على عزتها ووجودها وكيانها، وتتجاوز محن الماضي ومآسيه على مدى نصف قرن من اغتصاب فلسطين، والاعتداء على حقوقها في كشمير وغيرها من البلاد الإسلامية. ان القومية من مخلفات الغرب في القرن التاسع عشر، وقد تركتها الدول الغربية، واتجهت نحو الوحدة أو الاتحاد. وإذا اقتضت الظروف السياسية الاحتفاظ بشعار القومية العربية اليوم في مواجهة العدو الصهيوني، لتجميع وتضامن المسلمين والعرب، فانه ثبت لدى دعاة هذه القومية انها تلتقي في المصير مع الاتجاه الإسلامي بكل مراميه وأبعاده وطموحاته.