ـ(125)ـ والثقافة والواقع في المجالات الثلاثة الآتية:(1) أولا ـ وصل ماضي الأمة بحاضرها، والتخلي عن أحقاد التاريخ السابق، وترك استمرار عقدة الخلاف في صفوف الجماعة، وإطفاء نيران الخلاف، والبعد عن إشاعتها أو تلقينها للناشئة، ولأن كل خطوة نحو الوحدة والتقارب، والتقدم، والوقوف صفا واحدا أمام تحديات الأعداء والمخاطر المشتركة، إنّما تبدأ من واقع الحاضر، لا من أخطاء وموروثات الماضي، فكل إنسان أو فئة يسأل أو يحاكم على ما قدم من خير أو شر، بل لنكن واقعيين، فانه لا فائدة على الإطلاق من احياء خلافات الماضي. ثانياً ـ ألاّ ينحاز العالم الإسلامي بجميع شعوبه وحكامه في جانب من جوانب السياسة والاقتصاد والاجتماع ونحو ذلك نحو اتجاه معين يغاير اتجاه الإسلام وشرعه ومنطلقاته، ويتنافى مع المصلحة الإسلامية العليا، ويعد خرق هذا الاتجاه اما خيانة لله والرسول، ولمصالح الأمة جمعاء، واما عصبية مذهبية أو طائفية بغيضة تلتقي مع العصبية الجاهلية في نتائجها وثمراتها، وان خالفتها في دوافعها وأسبابها. ثالثا ـ ان تتقارب الطوائف الإسلامية، بحيث تدرس بتجرد وموضوعية وإنصاف ما لدى الطائفة الأخرى، لأن الإسلام كل لا يتجزأ، ولان إزالة النعرة غير الطبيعية التي خلفتها أحداث التاريخ ضرورة حتمية. وإذا تعذر الوفاق على بعض الجزئيات، فتترك لكل جانب أو طائفة، على ألا تعكر صفو العلاقات الأخوية الإسلامية الصافية، يغر المتأثرة بحزازات الماضي وآلامه ومآسيه، أي ان الخطأ _____________________________________ 1 ـ الوحدة الإسلامية للأستاذ الشيخ محمد أبو زهرة: ص 45 بتصرف.