ـ(40)ـ فلا يجب فيه تطبيقها لعدم إمكان هذا التطبيق)... نتج عن ذلك ان كثيرين أصبحوا يعتقدون ان كل البلاد غير الإسلامية هي دار حرب، وقد عبر عن ذلك فقيهنا الشهيد «عبد القادر عوده» بقوله في البند رقم 212 ـ تحت عنوان دار الحرب: «تشمل دار الحرب كل البلاد غير الإسلامية التي لا تدخل تحت سلطان المسلمين، أو لا تظهر فيها أحكام الإسلام، سواء كانت هذه البلاد تحكمها دولة واحدة أو تحكمها دول متعددة، ويستوى ان يكون بين سكانها المقيمين بها إقامة دائمة مسلمين أو لا يكون، ما دام المسلمون عاجزين عن إظهار أحكام الإسلام... ثم أضافوا «أي فقهاؤنا» ان مواطني تلك البلاد غير المسلمين جميعا هم حربيون، بل مهدرة دماؤهم وأموالهم»... ثم عاد يقول في البند (218) ما يلي: «تعتبر النظريات الإسلامية كل البلاد الأجنبية دار حرب واحدة مع اختلاف الدول التي تحكمها، فقد كان المسلمون يحاربون الترك والروس والهنود والأسبان والفرنسيين والرومان، وكانوا يعتبرون بلاد كل هؤلاء وغيرهم دار الحرب»... «فالمقصود إذن من تقسيم العالم إلى قسمين: ان أحدهما: دار أمن وسلام المسلمين، والثاني: دار خوف وعداء للمسلمين، وبيان الأحكام التي تسري على المقيمين في كل دار «على هذا الأساس»، وقد اعتبرت البلاد الإسلامية على اختلاف حكوماتها دارا واحدة؛ لأنها محكومة بقانون واحد هو الشريعة الإسلامية، فهي من هذه الوجهة وحدة قانونية لا تختلف فيها الأحكام باختلاف الجهات، ولا باختلاف الأجناس واعتبرت البلاد غير الإسلامية دارا واحدة؛ لأن الأحكام التي تسري عليها طبقا للشريعة الإسلامية أحكام واحدة لا تختلف