ـ(25)ـ نظر اتباع أهل البيت بأنهم أئمة الهدى المعصومون من الزلل والخطأ، وانهم ثاني الثقلين والمرجع في الدين بعد القرآن الكريم، ولكنهم من الناحية العملية لم تكن هذه الامتيازات قد منحتهم أي تمييز طبقي مادي في المجتمع الإسلامي، بل كانت سبباً للمزيد من المحن والبلاء والأذى في سبيل الله، وقد كان لهذا السلوك الاجتماعي أثره الكبير والعميق على أوساط العلماء وأهل المعرفة والدين، بحيث أصبح أهل البيت القدوة لهم في ذلك. وعلى مستوى مشكلة تجزئة الأمة في علاقاتها وشعائرها، فقد حافظ أهل البيت في منهجهم على الموازنة الصحيحة بين احتفاظ جماعتهم واتباعهم بخصوصياتهم والتزاماتهم وواجباتهم، وبقاء هذه الجماعة جزءا فاعلا ومسؤولاً في وسط الأمة الإسلامية محافظ على وحدتها وتماسكها ومتصديا للمسؤوليات الكبرى ومضحيا من أجل أهدافها وقضاياها. وقد كان مبدأ التقية هو أحد المبادئ الرئيسية في هذه الموازنة، إذا عرفنا التقية بكل أبعادها السياسية والاجتماعية والأمنية(1). وفي هذا العصر لابد ان نستلهم عالمية الإسلام ومنهجه العملي فيها، في معالجة المشكلات المعاصرة التي يعيشها العالم الإسلامي في هذه المجالات وغيرها، كما لابد ان تتركز أبحاثنا حولها على هذا الجانب العملي. _______________________________ 1 ـ لقد عالجت هذا الموضوع بشيء من التفصيل في كتاب الوحدة الإسلامية من منظور الثقلين، وكتاب دور أهل البيت في بناء الجماعة الصالحة، فصلي النظام الأمني، ونظام العلاقات.