ـ(24)ـ (سلمان منا أهل البيت). والقبول واحترام التعددية الشعوبية في الشؤون الفردية والاجتماعية الخاصة بالأفراد والجماعات من ناحية أخرى. وعلى مستوى مشكلة التجزئة في الكيان السياسي الإسلامي، التزم أهل البيت منذ البداية بسياسة عدم الدخول في الصراعات السياسية الحادة (القتال والتمّرد)، تحت قاعدة «... لاسلمن ما سلمت أمور المسلمين، ولم يكن فيها جور إلا على خاصة...»(1)، والمحافظة في الوقت نفسه بالموازنة الصحيحة بين أولوية الحفاظ على وحدة الكيان الإسلامي وأصالته من ناحية، ومقاومة الانحراف والظلم والجور وخطر التحول إلى الكسروية والقيصرية من ناحية أخرى، وعدم التسليم المطلق للانحراف لمجرد القهر والغلبة والاستيلاء، التزاماً بما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم «من رأى سلطانا جائراً مستحلا لحُرم الله ناكثا عهده (لعهد الله) مخالفا لسنة رسول الله يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان فلم يغير عليه بفعل ولا قول كان حقا على الله أن يدخله مدخله...»(2). وكذلك في تأكيد وحدة الإمامة، وعدم جواز تعددها. وقد تحمل أهل البيت عليهم السلام أشد الآلام والمحن في هذا السبيل عمليا وواقعيا، لأن هذه القضية كانت تعنيهم بالذات بصورة خاصة. وعلى مستوى مشكلة الطبقية السياسية والدينية، فإن أهل البيت ـ عليهم السلام ـ وان كانوا يمتازون بنظر المسلمين جميعاً، بوجوب حبهم ومودتهم، وفي __________________________________ 1 ـ الإمام علي عليه السلام نهج البلاغة: الخطبة: 47. 2 ـ الإمام الحسين عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله الطبري: 4: 304، ط مكتبة ارومية، وابن الأثير: 4: 48، ط دار صادر.