ـ(23)ـ وهنا نجد الامتياز الخاص للرسالة الإسلامية، التي تمكنت ان تواجه هذه المشكلات في مداها الخطير، الذي يهدد الرسالة والوجود الإسلامي، كما حدث للرسالات السابقة، وان بقيت الرسالة الإسلامية تعاني من آلام ومحن، هذه المشكلات وآثارها السلبية في جسم الأمة وكيانها الإسلامي. وهذا الموضوع بأبعاده المتعددة، يحتاج إلى بحث واسع ومستوعب يتناول العناصر الأساسية، التي تضمنتها الرسالة الإسلامية ومنهجها في مواجهة هذه المشكلات، ورؤيتها الواقعية الصحيحة لها، وهذا ما لا يتسع لـه مجال البحث هنا، ولذا نكتفي هنا بتأكيد الدور العظيم والجهود الكبيرة التي بذلها رجال الإسلام المخلصون، وفي مقدمتهم الرعيل الأول من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والتابعين لهم بإحسان من أجل الاحتفاظ بالحد الأدنى الذي يحفظ للرسالة الإسلامية هذا البعد العالمي لها، ويمكن ان نتبين نتائج هذه الجهود في ما نلمسه الآن من معالم العالمية الحقيقية في الرسالة الإسلامية، بالرغم من الجراحات والشروخ التي يعاني منها العالم الإسلامي والأمة الإسلامية. وبهذا الصدد لابد ـ أيضاً ـ من تأكيد الدور المتميز الذي قام به أهل البيت ـ عليهم السلام ـ في هذا المجال، ولاسيما بالنسبة إلى المشكلات الأربع التي أشرت إليها، فإن وجودهم ونشاطهم كان يشكل ضمانة رئيسية في تجسيد هذه العالمية خارجيا. فعلى مستوى مشكلة التعدد القومي اهتم أهل البيت بالمحافظة على الموازنة الصحيحة بين بُعدي: النظرة الإنسانية للناس الذي يلغي الامتيازات في التعامل السياسي والاجتماعي العام بين المسلمين، واعتبارهم أمة واحدة من ناحية، بقاعدة