ـ(22)ـ نشوب الصراعات السياسية، وكان أبرزها الانشقاق الذي شهدته الخلافة الإسلامية في عهد الإمام علي عليه السلام وتطورت هذه الصراعات حتى أصبح الكيان الإسلامي في بعض عهوده يتكون من عدة دول، كما في عصر الدولة العباسية في بغداد، والفاطمية في مصر، والأموية في الأندلس، وما استتبع ذلك من مآسي وآلام. كما برز إلى جانب ذلك خطر تحول الكيان السياسي الإسلامي إلى الحكم الكسروي والقيصري، ومن ثم تحول الرسالة من العالمية إلى الفردية، أو الاستبداد والطغيان. 3 ـ وبدأت أخطار الطبقية السياسية في صورة العوائل والأسر، التي حكمت العالم الإسلامي وحلفائها، وكذلك الطبقية الدينية في بعض المؤشرات الخطيرة في إيجاد هالة من القدسية والامتيازات والحقوق المادية للسابقة المعنوية، أو الانتماء القبلي. ولاسيما بعد التحولات الاقتصادية الواسعة، والانفتاح على ثروات الدولة الكسروية والقيصرية، والشعوب الجديدة التي دخلت الإسلام، ومواجهة فكرة اعتبار الأراضي المفتوحة جزءا من الغنيمة التي توزع بين المسلمين، أو يجوز للحاكم ان يقتطعها للأفراد. 4 ـ ثم كانت تجزئة الأمة في انتماءاتها السياسية والفكرية والعقائدية والاجتماعية، وتحول هذه الانتماءات إلى إطار وقاعدة تقوم عليها الجماعة في معزل عن الجماعات الأخرى. لقد كانت هذه المشاكل شبيهة بالمشاكل التي واجهتها الرسالات الإلهية السابقة، كما هي سنة الله في الحياة والتاريخ، ولم تتمكن من التغلب عليها.