ـ(15)ـ عليهم السلام، كان مختصاً بجماعة دون أخرى؟!! مع ان الإسلام يمثل الامتداد الطبيعي للرسالات الإلهية، المصدق لها، والمهيمن لها، وأن من العقائد الأساسية في الإسلام، هو «الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، لا نفرق بين أحد من رسله» ?آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ? ـ البقرة: 285. والشواهد على هذه الحقيقة والاشتراك كثيرة. ولذا فلابد ان ننظر إلى العالمية في الإسلام من زاوية وبعد آخر، مضافاً إلى هذا المحتوى والمضمون الصحيح. وهذا البعد هو ان تصبح العالمية تعبيرا عن مرحلة تكاملية خارجية في مسير الرسالة الإلهية، كانت تمثل الهدف الأسمى لمسيرة الرسالات الإلهية، فهي كالتوحيد لله تعالى، الذي كان ولازال يمثل الحقيقة الثابتة لمضمون وهدف الرسالات الإلهية، ولكنه في مسيرة الإنسان التكاملية، كان التوحيد يواجه في كل مرحلة انتكاسة الإنسان نحو عبادة الأوثان بمختلف أشكالها، كما شاهدنا ذلك بعد نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى عليهم السلام، ونشاهده الآن في عبادة الهوى، والشهوات، والقوة.. في هذا العصر والزمان. فالعالمية في مضمونها الإسلامي الخاص، تعبير عن مرحلة خارجية جديدة وصلت فيها مسيرة الرسالات الإلهية إلى تجسيد العالمية، وقد واكب هذا التطور في المسيرة منهاج عملي، ومضمون تشريعي، يلبي متطلبات هذه المرحلة، ويفي بحاجاتها، وتحقيق أهدافها. فمثلا رسالة موسى عليه السلام، وأن كانت عالمية بمضمونها وخطابها،