ـ(522)ـ ? إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ?(1). وقال تعالى: ?وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ?(2). يقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في كتاب لـه إلى أصحاب الخراج: «... ولا تمسّن مال أحد من الناس مصل ولا مُعاهد (الذمي) إلاّ أن تجدوا فرساً أو سلاحاً يُعدى به على أهل الإسلام»(3). وهذا اعتراف واحترام لأموال أهل الكتاب. ويقول عليه الصلاة والسلام في كتابه لمالك الأشتر رحمه الله لما ولاّه مصر: «واشعر قلبك الرحمة للرعيّة والمحبة لهم واللطف بهم ولا تكوننّ عليهم سبعاً ضارياً تغنم أكلهم فانهم صنفان: إما أخٌ لك في الدين، أو نظير لك في الخلق، يفرط منهم الزّلل وتعرض لهم العلل، ويؤتى على أيديهم في العمد والخطأ فأعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي تُحب وترضى أن يعطيك الله سبحانه من عفوه وصفحه فانّك فوقهم ووالي الأمر عليك فوقك والله فوق من ولاّك»(4). هذا دستور عظيم من أمير المؤمنين عليه السلام بمراعاة حقوق أهل الكتاب وجعلهم بموازاة المسلمين، نادراً ما نجد هذا الاحترام في دساتير الأمم والشعوب في الماضي والحاضر، وهذا الدستور الكريم يشعرنا بالحقوق التي لأهل الملل والأديان __________________________ [1] ـ سورة النحل: 90. 2 ـ سورة الحجرات: 9. 3 ـ نهج البلاغة - صبحي الصالح ص 425. 4 ـ نهج البلاغة - صبحي الصالح ص 427 – 428