ـ(523)ـ الأخرى كما هي للمسلمين وان على ولاة الأمر معاملتهم بالمحبة والعطف واللين والسّماحة وأن يضرب على أيدي العابثين بأرواحهم وأموالهم وحريتهم حتى يعيشوا بأمن وسلام وطمأنينة في مجتمع المسلمين. وأخيراً نعرض لقوله سبحانه وتعالى عن مؤمني أهل الكتاب: ?الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ _ وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ _ أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ _ وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ?(1). يقول العلامة محمد جواد مغنية: (يعلن القرآن على الأجيال أنّ علماءاً أبراراً من اليهود والنصارى قد آمنوا بالرسول محمد صلى الله عليه وآله والقرآن، وليس هذا إخباراً عن الغيب بل عن شيء مادي محسوس وملموس فلماذا يخرس المكذبون بالقرآن ولا يقولون هذه دعوى بلا أساس ؟ ? وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ? إذا تُلي القرآن الكريم على العلماء الأبرار من أهل الكتاب يؤمنون بالرسولـ صلى الله عليه وآله ـ لأنهم قرأوا أوصافه في توراة موسى وإنجيل عيسى عليهما السلام والحق باب من أبوابه تعالى يفتحه لكل من طلب الحق بقصد العمل به ?إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ? بالرسول محمد ـ صلى الله عليه وآله ـ لأنهم يؤمنون بالتوراة والإنجيل والإيمان بهما إيمان بالنبي ـ صلى الله عليه وآله ـ ?أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ? مرة على إيمانهم بالتوراة والإنجيل _______________________ 1 ـ سورة القصص: 52 ـ 55.