ـ(514)ـ ضخمة من أجل هداية الناس جميعاً ووعظ الظالمين والجائرين، ففي وصية الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلّم لمعاذ بن جبل حينما بعثه إلى اليمن قال: «يا معاذ علّمهم كتاب الله وأحسن أدبهم على الأخلاق الصالحة وأنزل الناس منازلهم خيّرهم وشرّهم... وذكّر الناس بالله سبحانه وباليوم الآخر واتبع الموعظة فانه (فأنها) أقوى لهم على العمل بما يحب الله تعالى، ثم بث فيهم المعلّمين ولا تخف في الله لومة لائم وأوصيك بتقوى الله وصدق الحديث والوفاء بالعهد واداء الأمانة وترك الخيانة ولين الكلام وبذل السلام وحفظ الجار ورحمة اليتيم وحسن العمل وقصر الأمل وحب الآخرة والجزع من الحساب وكظم الغيظ وخفض الجناح واحدث لكل ذنب توبة السّر بالسّر والعلانية بالعلانية»(1). حقاً ما أعظمها من وصية خالدة تُمدُّ لها الأعناق، لو عمل بها البشر لأصلحتهم كلهم، وعلى العلماء والفقهاء أن يضعوا حديث رسول الله صلى الله عليه وآله الذي يقول: «أفضل الجهاد كلمة حق بين يدي سلطان جائر»(2). و«من أرضى سلطاناً بما يسخط الله تعالى خرج من دين الله»(3). لئلا ينحرفوا وينزلقوا والعياذ بالله تحت راية الجائر والله العاصم. 5 - الاعتراف بحقوق الأمم والأديان: قال سبحانه وتعالى في كتابه المبين: ?إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ________________________ 1 ـ المختار من حديث المصطفى صلى الله عليه وآله ـ اختيار السيد محسن الأمين رحمه الله ص 19. 2 ـ المختار من حديث المصطفى صلى الله عليه وآله ـ اختيار السيد محسن الأمين رحمه الله ص 24. 3 ـ نفس المصدر