ـ(515)ـ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ?(1). هذا اعتراف واضح منه سبحانه وتعالى بمؤمني أهل الأديان السابقة وبعدم غبن أجرهم عند الله عز وجلّ. والإسلام الحنيف لم يجبر أحداً على اعتناقه فمن لم يؤمن به يمكنه التمتع بأحكام أهل الذمة ويعيش مرتاح البال والضمير في الدولة الاسلامية، لا يمس أحد دينه ومعتقده بسوء ما لم يحدث في عهده، من مساعدة أعداء الدين أو التجاهر بالمنكرات وغير ذلك وهذا الاعتراف بالأديان يمثّل ذروة الإنسانية وقمة التسامح والرحمة. لا نجد فيها مذهباً آخر غير الإسلام يمتاز بها، فخذوا شاهداً على ذلك الأندلس الاسلامية في أواخر حياتها حينما هاجمها الأعداء وسيطروا عليها فأخذوا ينكّلون بكل مسلم ومسلمة، حتى تنصّر الكثير منهم خوف القتل بعدما آمن المسلمين أهل البلد حينما فتحوا بلادهم وجعلوا لهم مطلق الحرية في العمل بكتبهم ولم يجبروهم على اعتناق الدين الجديد. ولنلق نظرة على بعض التصرفات التي كانت تتبع ضد المسلمين بعد استيلاء النصارى على الأندلس. يقول الدكتور أسعد حومد: (لقد ترك ديوان التحقيق «وهو ما كان يُعرف بمحاكم التفتيش» ذكراً يرن في أسماع العصور الخالية ولكنّ الكثيرين يجهلون بالضبط الأساليب التي كان يتبعها هذا الديوان مع الضحايا المساكين الذين يحالون إليه... وقد نقل الأستاذ محمد عبدالله _____________________ 1 ـ سورة البقرة: 62.