ـ(513)ـ المعاصي والحلماء لترك التناهي». والفقرة الأخيرة من كلام الأمير عليه السلام تدل بوضوح ان غضب الله تعالى إذا نزل فانه يعم المؤمنين أيضاً إذا تركوا الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وهذا تحذير منه علّه يفيدنا في المستقبل. وسبل إصلاح الوضع هو العمل عكس ما جاء في الفقرات التالية ولو بصورة تدريجية، وهناك بصيص من نور يبشّر بالخير خصوصاً بعد قيام الدولة الاسلامية في إيران وحملها لواء الإسلام الأصيل والتي أخذت على عاتقها مكافحة الفساد في أراضيها أولاً وفي البلدان الأخرى ثانياً، وفي سبيل هذا العمل المقدس تتحمل كل عدوان وأذىً من الاستعمار العالمي بقيادة أميركا المجرمة والصهيونية الدولية. وإذا علمنا انّ هناك من يقوم بين الفينة والأخرى في البلدان الاسلامية والنامية وحتى في نفس البلدان الغربية، ويدعو لإصلاح الوضع المأساوي للمجتمعات الإنسانية وتقييد الحرية وكبح جماحها والعودة إلى الالتزام بالقيم الروحية والإلهية، ونبذ العنف والإرهاب، فان كل هذا يبشر بالخير وقد استجاب العشرات بل المئات من الناس لعقولهم وضمائرهم وسلكوا طريق الإسلام بعدما هداهم الله تعالى لذلك، فأحرى بالمسلمين اليوم العودة إلى ينابيع دينهم الصافية والارتواء منها بعد طول فراق وجفاء ولنتمثل قوله سبحانه وتعالى: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ?(2). وتقع على العلماء والمفكرين والفقهاء «خصوصاً في البلاد الاسلامية» مسؤولية ______________________ 1 ـ نهج البلاغة - صبحي الصالح ص 299. 2 ـ النور: 21.