ـ(512)ـ «كيف بكم إذا فسد نساؤكم وفسق شبّانكم ولم تأمروا بالمعروف ولم تنهوا عن المنكر قيل لـه: ويكون ذلك يا رسول الله ؟ قال: نعم وشرّ من ذلك وكيف بكم إذا أمرتم بالمنكر ونهيتم عن المعروف ؟ قيل: يا رسول الله ويكون ذلك قال: نعم وشرّ من ذلك وكيف بكم إذا رأيتم المعروف منكراً والمنكر معروفاً»(1). ونجد هذه الطوائف الثلاثة، هناك أعوان الظلمة ممن يقتات على موائد السلطان ويسبحون بحمده كيف لا وهو وليّ نعمتهم والحافظ لأنفسهم، وهؤلاء شركاء لـه في ظلمه وبغيه، يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم: «من أعان ظالماً على ظلمه سلّطه الله عليه»(2). وهناك درجات أدنى، كمحبة بقاء الظالم ولو لفترة قليلة كما جاء في الرواية، ان صفوان الحجّال كان يكري جماله للرشيد في موسم الحج فعاتبه الإمام موسى الكاظم عليه الصلاة والسلام على عمله هذا، وقال لـه عليه السلام أتحب بقائهم إلى أن يعطوك كراءك قال نعم، قال عليه السلام: فمن أحبّ بقائهم فهو منهم، فذهب صفوان وباع جماله عن آخرها وهذا تهذيب وتعليم لنا ان لا نشارك الظالمين أعمالهم ولو بشطر كلمة فمن أحبّ قوماً حُشِرَ معهم كما يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. يقول أمير المؤمنين حول مصير الأمم التي لم تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر: «وإنّ عندكم الأمثال من بأس الله وقوارعه وأيامه ووقائعه فلا تستبطئوا وعيده جهلاً بأخذه وتهاوناً ببطشه ويأساً من بأسه فإنّ الله سبحانه لم يلعن القرن الماضي بين أيديكم إلاّ لتركهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فلعن الله تعالى السفهاء لركوب ________________________ 1 ـ المختار من حديث المصطفى - اختيار السيد محسن الأمين رحمه الله ص 14. 2 ـ المصدر السابق - ص 22.