ـ(511)ـ وهناك طائفة ثالثة أتعس حالاً وأسوأ من الطائفتين السابقتين وهم يفهمون معنى حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام حول الإمام المهدي عجل الله فرجه بأنه حينما يظهر يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً يفهمون هذا الحديث الشريف فهماً خاطئاً ومعوجاً، إذ يقولون يجب عدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى تملأ الأرض ظلماً وجوراً ويقولون أننا إذا أمرنا بالمعروف ونهينا عن المنكر فسوف لا تمتلأ الأرض بالظلم والجور وبالتالي سوف لن يظهر الإمام المهدي عليه السلام مبكّراً. فمقتضى الحديث الشريف عندهم هو عدم وجوب النهي عن المنكر حتى يتحقق مضمونه ونسى هؤلاء أو تناسوا الآيات والأحاديث الكثيرة التي تأمرنا بهذه الفريضة الإلهية المهمة فالله سبحانه وتعالى يقول: ?وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ?(1). فهذا بيان واضح من ربّ العالمين ان على المؤمنين والمؤمنات ان يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وهؤلاء الجهّال بأعمالهم هذه يحبّون ضمناً شيوع المنكرات وتناسوا قول الله سبحانه وتعالى الذي يقول: ?إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ?(2). وكل هذا في الواقع تطبيـق عملي لحديث رسول الله محمـد صلى الله عليه وآله وسلم الذي يقـول: ________________________ 1 ـ التوبة: 71. 2 ـ النور: 19.