ـ(507)ـ وصلت إلى درجة بحيث ان بعض الرؤساء الغربيين صرّح بخطورة الوضع وبضرورة التصدي لهذا الأمر، وحتى لو كانت أقاويلهم ادعاءات فحسب، فهذا يكشف عن عمق المأساة التي تنمى المجتمعات الغربية بالدرجة الأولى فلا تستطيع عنها انفكاكاً، وكلنا يعلم أن أميركا منعت بيع وتداول الخمور في أراضيها قبل سنوات طويلة ولكنها عادت وتراجعت عن هذا القرار إذ لم يمكن تطبيقه، بعد تعوّد الشعب على الخمور وبعد فقدهم للوازع الديني والنفسي الذي يردعهم عن شربه. جاء في بروتوكولات حكماء صهيون أن على اليهود أن يشيعوا الفحشاء والرذيلة بين مختلف الشعوب ليسهل السيطرة عليها بعد تفّكّك عراها واتباعهم لشهواتهم وهو الأمر الذي بدأوا في تنفيذه منذ عشرات السنين ونجحوا فيه بصورة منقطعة النظير ويحدّثنا التاريخ أن أعداء الدولة الاسلامية في الأندلس حينما رأوا انهم لا يستطيعون التغلّب عليها عسكرياً، ابتكروا طريقة إشاعة الفحشاء بين طبقات المجتمع الأندلسي المسلم ليوهنوا عراه المستحكمة فيُهاجموه في الصميم وقد نجحوا في هذا الأمر وفيما عدا الفساد الأخلاقي هناك الفساد الروحي والنفسي حيث الخواء الديني ضارب أطنابه في المجتمعات البشرية ففي كل وقت تطلع بدعة، ليغرّروا بالناس وليكسبوا الشهرة والمال والقدرة من وراء أعمالهم، فهناك كما يعلم الجميع طائفة تعبد الشيطان في الولايات المتحدة بلد الحرية والديمقراطية الزائفة ! وقد صدق إبليس لعنه الله قوله في غواية الناس، فها هم يعبدونه في أميركا المتحضّرة ! يقول سبحانه وتعالى فيما اقتصّ من خبره: ? فَسَجَدَ الْمَلآئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ _ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ?? قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ _ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ _ إِلَى يَومِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ _ قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ _ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ _