ـ(506)ـ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ)(1). والليّ هو صرف الكلام عن الحق إلى الباطل، وكذلك النصارى حرّفوا الإنجيل بما تهوى أنفسهم، قال سبحانه وتعالى محدِّثاً عن أهل الكتاب: ?وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ?(2). وهذا الأمر ينطبق على المسلمين أيضاً، إذ نبذوا كتاب الله تعالى القرآن وتعاليمه الحياتية وانصرفوا إلى قوانين الغرب والشرق. 2 ـ الفساد الأخلاقي والنفسي: قال سبحانه: ? ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ?(3). والفساد اليوم يمثّل الذروة والقمة عما كان عليه في سالف الأيّام، فمن الصحف والمجلات الخلاعية إلى التلفزيون والسينما وبرامجهما الماجنة والى الصحون الفضائية والإنترنت التي اخترعت حديثاً والتي تبث الإباحية بلا حدود، وكل هذه أو بعضها تقتحم بيوتنا شئنا أم أبينا فان عُدِمت كلها فأين المهرب من الشارع والمدرسة والسوق ؟ وكيف يمكن تحصين أبناءنا وأنفسنا - خصوصاً إن كنا نعيش في الغرب - من كل هذه الأمواج الهادرة التي تدفعنا نحو مستنقع الرذيلة والانحطاط ؟ وهذه الموجات _____________________ 1 ـ سورة النساء: 46. 2 ـ سورة آل عمران: 187. 3 ـ سورة الروم: 41.