ـ(499)ـ الظروف لنستمع لقوله تعالى حول هذا الأمر الخطير: ?إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيرًا _ إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً _ فَأُوْلَئِكَ عَسَى اللّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللّهُ عَفُوًّا غَفُورًا _ وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا?(1). فيتضح لنا من هذه الآيات الكريمة ان وظيفة المستضعفين هي الهجرة بدينهم وأنفسهم وأهليهم، ان استطاعوا ذلك وإلاّ فإنّ جهنم في انتظارهم كما هو صريح في الآيات السابقة، وقد بشرهم سبحانه وتعالى بالرحمة ان تُوفّوا في الأثناء، كل هذا في سبيل ألا يعينوا على أنفسهم بالبقاء تحت سلطة الظالمين والكافرين. وحينما يدخل سبحانه الظالمين والمستضعفين الذين أعانوا على أنفسهم وتخاذلوا في ذلك السبيل، نار جهنم، يحتاجون فيها مع ظالميهم. يقول سبحانه: ?وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِّنَ النَّارِ _ قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ?(2). ويتضح من الآية (47) السابقة ان المستضعفين كانوا أتباعاً لظالميهم ومستكبريهم يقتفون آثارهم ويعملون بأهوائهم ظانين ان أسيادهم يصرفون عنهم جزءاً من العذاب فخسروا في الدنيا كرامتهم وإنسانيتهم وحريتهم واستقلالهم وخسروا في ______________________ 1ـ سورة النساء: 97 - 100. 2 ـ سورة غافر: 47 - 48.