ـ(497)ـ على الإنسان أن يسعى للاحتفاظ بكرامته وألاّ يفرّط بها تحت أي حال من الأحوال كالفقر والحاجة والغربة وما شاكل، لأنه ان فرّط بها فانه بالتالي سيفقد إنسانيته وبالتالي سيكون العوبة بيد من يشاء يستغل حاجته ومشاكله وآلامه، وإن حدث هذا فسيصعب عليه ثانيةً أن يسترد كرامته وإنسانيته وشخصيته. 3 - نفي الظلم والانظلام والاستضعاف يقول الحق تبارك وتعالى في كتابه المبين: ?أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ?(1). في هذه الآية الشريفة بيان صريح من الله سبحانه وتعالى بأن الظلم لا يصدر منه عزّ وجلّ فالظلم يصدر من المحتاج الذي يريد أن يتسلّط على غيره ليخضعه لأمره، وسبحانه غني عن هذا كله، فهو الذي بيده مقاليد السموات والأرض وما بينها، وهو القاهر فوق عباده ولا يعجزه شيء. وقد حارب الإسلام منذ انبثاقه الظلم والظالمين بلا هوادة ولم يسمح بأن يظلم الناس بعضهم ولم يسمح لهم بالمقابل الخضوع للظلم والاستضعاف، بل زوّدهم بطاقة عظيمة داعياً إياهم إلى محاربة الظلم والاستبداد، والثورة ضد الظالمين من الذين لا يحكمون بما أنزل الله سبحانه وبشّرهم بالشهادة ورضوان من الله إن قُتلوا في سبيل هذا الهدف المقدّس، حتى نقل عن الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله انه قال من قتل دون ما لـه فهو شهيد ومن قُتل دون عرضه فهو شهيد ومن قُتل دون _________________ 1 ـ سورة الروم: 9.