ـ(496)ـ وقال صلى الله عليه وآله وسلّم: «مـن روى عن أخيه المؤمن رواية يُريد بها هدم مروءته وشينه أوقفه الله سبحانه في طينة خبال»(1). (وطينة خبال: صديد أهل النار). والإمام علي بن أبي طالب عليه السلام يتأسف في خطبة لـه قالها يستنهض بها الناس حينما ورد خبر غزو الانبار من قبل جيش معاوية: «.. ولقد بلغني ان الرجل منهم كان يدخل على المرأة المسلمة والأخرى المعاهدة (الذمية) فينزع حجلها (الخلخال) وقُلبَها (السوار) وقلائدها ورُعثها (نوع من الخرز) ما تمتنع منه إلاّ بالاسترجاع والاسترحام، ثم انصرفوا وافرين ما نال رجل منهم كلم (جرح) ولا اُريق لهم دم فلو أن امرأً مسلماً مات من بعد هذا أسفاً ما كان به ملوماً بل كان به عندي جديراً»(2). فأنت ترى الإمام عليه السلام يبدي ألمه وحزنه على المرأة المسلمة والذمية بلا تفريق بينهما جرّاء هجوم جيش العدو وسلبهما. وهذه تعتبر نظرة تكريم وتجليل من الإسلام للطوائف التي تحيا في كنفه نادراً ما تتواجد في غير المجتمعات الاسلامية الأصيلة، وكان الأئمة عليهم الصلاة والسلام حينما يطرق سائل أو فقير أبواب أحدهم فانهم كانوا يعطونه المال من وراء حجاب لئلاّ يرونه فتُسحق كرامته أو يُراق ماء وجهه خجلاً منهم عليهم السلام. وهذا درس بليغ منهم لنتعلم كيفية التعامل الاجتماعي مع الناس خصوصاً مع المحتاجين منهم. فلا نقابلهم بالمنّ والأذى إن تصدّقنا عليهم ولو بشيء قليل. والدين الإسلامي يؤكد انّ ___________________________ 1 ـ المختار من حديث المصطفى ـ صلى الله عليه وآله ـ اختيار السيد محسن الأمين رحمه الله ص 35. 2 ـ نهج البلاغة - صبحي الصالح ص 69 – 70.