ـ(495)ـ نبات ترعاه الإبل لـه شوك تشبه به حلمة الثدي) مسهّداً، أو أُجرّ في الأغلال مصفّداً، أحبُّ إليَّ من أن ألقى الله سبحانه ورسوله يوم القيامة ظالماً لبعض العباد وغاصباً لشيء من الحطام وكيف أظلمُ أحداً لنفس يُسرع إلى البلى قفولها ويطول في الثرى حلولها... والله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملة أسلبها جُلب شعيرة ما فعلته وإنّ دنياكم عندي لأهون من ورقة في فم جرادة تقضمها، ما لعلي ولنعيم يفنى ولذة لا تبقى نعوذ بالله من سُبات العقل وقبح الزلل وبه نستعين»(1). لله درك يا أبا الحسن، أنت الذي رفعت راية الدفاع عن الإنسان وكرامته فبلغت في هذا مبلغاً لا يساميك فيه أحد، وأبناء أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام من أئمتنا الميامين هم أيضاً قدوة للعالمين في الدفاع عن الكرامة الإنسانية، فكانوا عليهم السلام لا يمسّون كرامة الغير كائناً من كان وكلنا سمع تلك القصة التي تقول ان الإمامين الحسن والحسين عليهما السلام رأيا شيخاً يتوضأ بطريقة غير صحيحة، فقالا لـه انظر إلى وضوئنا وأحكم أيهما الصحيح، فلم يسحقا كرامته ويقولا لـه إن وضوءك هو غير صحيح يا شيخ فتعلّم منا، فنظر إليهما وهما يتوضئان فقال إن وضوؤكما هو الصحيح ووضوئي كان خطأ. هكذا يتعامل قادتنا مع الغير بما يحفظ لهم كرامتهم وإنسانيتهم وماء وجوههم. وقد كثرت الأحاديث الواردة عن الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله التي تؤكد على وجوب احترام كرامة الإنسان وبالأخص الإنسان المؤمن، وقد ورد انه ـ صلى الله عليه وآله ـ قال ان حرمة المؤمن أعظم عند الله من حُرمة الكعبة. __________________________ [1] ـ نهج البلاغة - صبحي الصالح - ص 346 - 347.