ـ(494)ـ تعالى: ?فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ?. 3 ـ كرامة العمل: قال الله سبحانه وتعالى: ?وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُوا?(1). والإسلام هو الدين الإلهي الأصيل والوحيد الذي رفع لواء الاعتراف بكرامة الإنسان والدفاع عنها ومُحاربة من ينتقص منها أو يُشينها أو يسعى إلى الحطّ منها، وفي هذا الأمر يستوي المسلم وغير المسلم ما لَم يسعى في محاربة المسلمين والإيقاع بهم. انّ كثير من دول العالم بل معظمها تعترف في دساتيرها وقوانينها الأرضية بكرامة المواطن وإنسانيته، ولكننا نراها في الجانب العملي تضرب كل هذا بعرض الحائط وتسحق كل الدساتير والقوانين الإلهية والأرضية بأقدامها، في معتقلاتها وسجونها الرهيبة من خلال تعاملها مع المعتقلين ومعظمهم سجناء الرأي والفكر والحماسة والمعتقد، وبعد هذا كله نراها تتشرّق بالدفاع عن حقوق مواطنيها وبتوفير الحرية لهم، وبين الحين والآخر يخرج جلواز من جلاوزتهم القذرين ليعلن أمام مراسلي العالم انه لا معتقل سياسي لدينا، والسجون تكتظ بالنساء والرجال ممن لا ذنب لهم إلاّ انهم أعلنوا عن آرائهم وأفكارهم بجرأة وشجاعة فجوبهوا بكل تنكيل ووحشية انظروا إلى قول أمير المؤمنين علي عليه السلام وهو يتبرّأ من الظلم: «والله لأن أبيت على حسك السعدان (كأنه يريد من الحسك الشوك والسعدان _________________________ 1 ـ التفسير المبين - محمد جواد مغنية - ص 374.