ـ(493)ـ ? وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً?(1). يشير سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريمة إلى أمر مهم بغض النظر عن الجنس والدين واللون والثروة وما شاكل ألا وهو تكريم الحق عزّ وجل لبني آدم. يقول العلامة الشيخ محمد جواد مغنية رحمه الله في كتابه التفسير المبين حول هذه الآية الشريفـة: (ولابن آدم كرامة ذاتية يستمدها من طبيعته وتخلق معه منذ تكوينه وولادته، وكرامة طارئة يكتسبها بسعيه وإرادته، ومن آثار الأولى وثمارها حقه في الحياة وصيانته من الأذى والاعتداء... حتى إذا صار إنساناً راشداً كان لـه من الحقوق ما لكل الناس، وعليه من الواجبات ما عليهم بلا امتياز واختصاص ذكراً كان أم أنثى تولّد من أسود أو أبيض مؤمن أو ملحد، أما الكرامة الطارئة فتُذكر منها ثلاث كرامات(2). 1 ـ كرامة الإخلاص: قال سبحانه وتعالى: ?إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم? ?وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ?. 2 - كرامة العلم: قال الله سبحانه وتعالى: ?هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ? وما من شك ان المراد بالذين يعلمون الذين ينفعون الناس بعلمهم بدليل وقوله ___________________________ 1 ـ الإسراء / 70. 2 ـ التفسير المبين - محمد جواد مغنية، ص 374.