ـ(492)ـ ويقول مرة أخرى: «ان هذا المال ليس لي وليس لك». فيا لها من تعاليم إنسانية مشرقة تضيء جبين كل من يلتزم بها ويستهدي بهداها ويتعطّر باريحها. وكل هذا يلخصّه أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ في وصيته لأبنه الإمام الحسن عليه السلام وهي تجسّد الخلق الإسلامي القويم والنموذج الرائع الذي ما اتبعه أحد إلاّ نجى: «يا بني اجعل نفسك ميزاناً فيما بينك وبين غيرك فأحبب لغيرك ما تحب لنفسك واكره لـه ما تكره لها ولا تظلم كما لا تحب أن تُظلَم وأحسن كما تحب أن يُحسن إليك واستقبح من نفسك ما تستقبحه من غيرك وارض من الناس بما ترضاه لهم من نفسك ولا تقل ما لا تعلم وإن قلّ ما تعلم ولا تقل ما لا تُحب أن يُقال لك»(1). وتعامل الإمام عليه الصلاة والسلام من منطلق الإنسانية والعدالة حتى مع أعدائه، ومنهم الخوارج فلم يحرمهم من الفيء وهم الذين كفّروه وقُتل عليه السلام شهيداً في محراب صلاته بأيدي هؤلاء الجُناة الخونة. ومن وصية الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله لمعاذ بن جبل لما بعثه إلى اليمن ما يبين التعاليم الاسلامية الراقية يقول ـ صلى الله عليه وآله ـ: «.. وأنزل الناس منازلهم خيّرهم وشرّهم وعليك بالرفق والعفو في غير تركٍ للحق»(2). 2 ـ الاعتراف بكرامة الإنسان: قال سبحانه وتعالى في كتابه المبين: ____________________________ 1 ـ نهج البلاغة - ضبط الدكتور صبحي الصالح ص 297 - 298. 2 ـ المختار من حديث المصطفى - السيد محسن الأمين رحمه الله تعالى ص 9.