ـ(491)ـ قال ـ عليه السلام ـ: ما أعلم ان الله سبحانه وتعالى فضّل أحداً من الناس على أحد إلاّ بالطاعة والتقوى)(1). وهو تطبيق عملي وحي لقوله تعالى: ?إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ?(2). وهذا الأمر أفصح عنه عليه السلام يوم ولي الخلافة بأجلى صوره إذ قال: «وأي رجل... يرى ان الفضل لـه على سواه بصحبة فان الفضل غداً عند الله تعالى وأنتم عباد الله والمال مال الله يُقسم بينكم بالسوية ولا فضل فيه لأحد على أحد»(3). بأبي أنت وأمي يا أمير المؤمنين ومولى الموحدين لو رأيت ما يصنع خُزّان الأموال اليوم لبكيت كمداً مما يحابوه به أقوامهم ويمنعون الآخرين حقداً وعنصرية وخُبثا. والذي يثير الدهشة والأسى انك ترى بعض الذين يعملون تحت لواء الدين الحنيف يلعبون بأموال وحقوق المسلمين أنّى شاؤوا ويبذّرونه تبذيراً فهم بحق اتخذوا مال الله سبحانه دولاً، وإن اعترض معترض فيقولون لـه نحن أعرف منك كيف نتصرف بهذه الأموال وهم يتناسون قول أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام: «الله الله في الفقراء والمساكين أشركوهم في معائشكم». وقد كان دستوره عليه السلام للولاة إنّما هو المساواة التي تنم عن الاخوة والعطف فيقول عليه السلام: «إياك والاستئثار بما الناس فيه أسوة». ______________________________ 1 ـ الإمام علي ـ عليه السلام ـ أسد الإسلام وقديسه ـ روكس بن زائد العزيزي ص 32. 2 ـ سورة الحجرات: 10. 3 ـ الإمام علي ـ عليه السلام ـ أسد الإسلام وقديسه ـ روكس بن زائد العزيزي ص 83.