ـ(488)ـ من أهوال وويلات وتوارث على الإنسانية، فتحت ذريعة الجنس الآري المتفوّق اعتدت ألمانيا الهتلرية على بعض الدول ودمرتها تحت لواء هذا العنوان البّراق الزائف. واليهود قالوا نحن شعب الله المختار واحتلوا فلسطين لتحقيق هذا الشعار الباطل، وحسبوا في وثائقهم السرية ان كل ما عداهم من البشر هم أتباع لهم وبهائم يستفيدون منهم لتحقيق مآربهم الشيطانية، ويصعدون أكتافهم ليوجهوهم حيثما شاؤوا للاستحواذ على مقدرات العالم وأحكام قبضتهم عليه، وهذا ما يحدث الآن من حولنا بهدوء، وشعارهم الشيطاني الآخر: (بلادك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل) ما هو إلاّ مفردة واحدة من مفردات ذلك المشروع العالمي الضخم للاستحواذ على مقدرات العالم كلّه والتمايز بين الناس قديم قدم الإنسان وقد اتخذ إشكالا وألواناً عديدة فتارة يعتمد على الجنس والعنصر وأخرى على اللون واللغة والدين والثروة والمنزلة الاجتماعية والمنصب والقرابة... الخ. وللأسف فقد شهد التاريخ الإسلامي بعد رحيل الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلّم نموا لأنواع من التمايز والتفاضل اعتمد القرابة والسابقة والجنس العربي. وبهذا نرى ابتعاد تلك المجتمعات شيئاً فشيئاً عن الدين الإسلامي الأصيل الذي يُقرّر أن لا فرق لعربي على عجمي إلاّ بالتقوى وان أكرمكم عند الله أتقاكم. نعم يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المبين: ?وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا?(1). وهذا تفاضل وتمايز بالإيمان والجهاد ومقدار اتباع المسلم لقوانين الحق تبارك ____________________ 1 ـ سورة النساء: 95.