ـ(487)ـ وهذا وعد منه سبحانه وبشرى للمؤمنين بنصره تعالى وإحقاق كلماته وقطه دابر الكافرين وان طال الزمان فما على المؤمن أن يشهد نصره بل عليه إنجاز تكليفه لحد الموت والقتل. يقول الشيخ محمد جواد مغنية حول هذه الآية الكريمة: (وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين - العير أو النفير - أنها لكم - المصدر المنسبك بدل من إحدى الطائفتين - وتودون أن غير ذات الشوكة - أي غير ذات القوة وهي العير - تكون لكم - من غير قتال - ويريد الله أن يحق الحق بكلماته - أن ينصر الإسلام والمسلمين على الشرك والمشركين بآياته المنزلة في محاربتهم ويقطع دابر الكافرين - قتلاً وأسرا)(1). والحمد لله ربّ العالمين. 1 ـ الاعتراف بمساواة الناس: جاء في الحديث الشريف ان الناس كلهم لآدم وآدم من تراب، وهذا الحديث يتضمن عدة معاني منها: انّ الناس متساوون من ناحية العنصر والمنشأ ومنها ان عليهم ألاّ يفخروا بأنفسهم ويتبجحوا بذواتهم. فالتراب مصدرهم وهم صائرون إليه، وهو الذي تطأه الأقدام ولا يُباع بالأثمان، والإسلام هو الدين الإلهي الوحيد الذي يعترف بهذه الحقيقة الساطعة، بعدما حُرّفت الأديان الإلهية الأخرى، مع غضّ النظر عن المذاهب الأرضية التي لا تعتـرف بها الأمر واقـعاً وإن اعترف بعضها بذلك على الورق فقط. فترى استفحال العنصرية واشتدادها بمرور الزمن، فكم جلب هذا الأمر المشين __________________________ 1 ـ التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية رحمه الله ص 228 - دار الكتاب الإسلامي.