ـ(486)ـ والطغيان، كل هذا في سبيل مجتمع فاضل متكافل يبغي السعادة للجميع بدون استثناء وتفاضل وتمايز. فالإسلام هدفه بناء الإنسان المتمتع بالصفات والخصال التي تؤهله لاستلام منصب الخلافة، لذا نرى سبحانه وتعالى يقول في كتابه المبين: ?هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً? في سبيل تكامل الإنسان والاستفادة من كل ما خلق سبحانه في هذا المجال وجعل ذلك وسيلة من أجل بلوغ هذا الهدف المقدس وان كان هذا الطريق تعتريه الأشواك والمشاكل العظيمة والابتلاءات الفظيعة التي ينتهى بعضها إلى السجن والتعذيب والقتل والنفى وانتهاك الأعراض وانتهاب الأموال والتغرّب في البلدان وتشتت أفراد العائلة الواحدة... الخ. وهذا بالضبط هو الثمن الذي يجب أن ندفعه في سبيل المحافظة على الدين وفي سبيل إنشاء المجتمع الذي نصبوا إليه. يقول سبحانه وتعالى: ?أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُواْ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ اللّهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ?(1). وهذه بشارة منه سبحانه بالجنة ووعد منه تعالى لكل المجاهدين في سبيل ألاّ يهنوا ويحزنوا وينكروا إن كانوا مؤمنين وقليل ما هم. ?وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ?(2). _____________________ 1 ـ سورة التوبة: 16. 2 ـ سورة الأنفال: 7.