ـ(460)ـ عن التقليد الأعمى لأنه يمنع العقل من التفكير السليم: ?وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ?(1). ولم يجوّز الفقهاء التقليد في أصول الدين إيماناً منهم بتحرير التفكير من التقليد. فالناس جميعاً لهم حق التفكير وإبداء آرائهم ووجهات نظرهم في مختلف العقائد والأفكار، والمفاهيم والقيم، وفي تشخيص الأشخاص والمواقف والأحداث مع التقيّد باحترام حق الآخرين، فقد منح القرآن الكريم للناس حق النقاش وإبداء الرأي: ?قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ?(2). وأمر الله تعالى رسول الله صلى الله عليه وآله بالدعوة بالحكمة والجدال بالحسنى: ?ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ?(3). ودعا إلى الحوار مع غير المسلمين وخصوصاً أهل الكتاب: ? قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ... فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ?(4). والدعوة إلى الحوار تستدعي إبداء الرأي وطرح الأفكار المنسجمة مع التفكير دون إكراه وإجبار. وفي داخل المجتمع الإسلامي جعل الإسلام للمسلمين حق التفكير وإبداء الرأي _______________________ 1 ـ سورة البقرة: 170. 2 ـ سورة النمل: 64. 3 ـ سورة النحل: 125. 4 ـ سورة آل عمران: 64.