ـ(459)ـ ?لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ?(1). فلم يقم الدين الإلهي وخصوصاً الدين الإسلامي على أساس الإجبار والقسر، وإنّما قام على أساس التمكن والاختيار من خلال إلقاء الحجة، فلم يكره رسول الله صلى الله عليه وآله أحداً على الإيمان بالرسالة الخاتمة، وبقي الناس أحراراً في الانتماء العقائدي، واستمروا على هذا الحق في جميع مراحل مسيرة المسلمين التاريخية، ولا زال المجتمع الإسلامي يضمّ في صفوفه الناس المنتمين إلى مختلف العقائد والديانات والتيارات الفكرية. وكانت المشيئة الإلهية في اختلاف الناس في العقائد، ولذا نهى تعالى عن الإكراه في تبني الإسلام: ?وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ?(2). ويلحق بحق الاعتقاد أن يتبنى المسلم أيّ مذهب كان من المذاهب الإسلامية المعروفة، فلا يجوز إكراهه على تبني مذهب معيّن. حق التفكير والرأي أكّد القرآن على جعل التفكير فريضة، والآيات التي تأمر بالتعقل والتفكير قد بلغت العشرات، فلم يضع قيوداً أمام حركة الفكر السليم الذي يروم الحقيقة، بل دعا إلى النظر في الكون والحياة والمجتمع والنظر في الأنفس والآفاق، وقد تقدم ذكر بعض الآيات التي جاء في خاتمتها: «... يتفكرون... تعقلون»، ونهى القرآن الكريم ____________________________ 1 ـ سورة البقرة: 256. 2 ـ سورة يونس: 99.