ـ(458)ـ آخر، فالجميع متساوون في الحقوق على اختلاف أنسابهم وألسنتهم وقومياتهم، وعلى اختلاف عقائدهم ودياناتهم، فلا فرق بين المسلم وغير المسلم، وفي داخل المجتمع الإسلامي لا فرق بين عربي ولا أعجمي، ولا شرقي ولا غربي، ولا جنس وجنس آخر، ومن أهم هذه الحقوق: حـق الحياة: وهو من أكثر الحقوق أهمية وأولوية، فللإنسان حق الحياة، وقد راعى الإسلام هذا الحق منذ بدء تكوين الإنسان في مرحلة النطفة وفي سائر مراحل حياته، حتى يولد ويترعرع ويصبح إنساناً بالغاً، فلا يجوز الاعتداء على هذا الحقّ، فلا يجوز قتل الإنسان لمجرد اعتقاده أو انتمائه القومي والوطني ولا الطبقي، وقد جعل القرآن الكريم قتل إنسان بمثابة قتل الناس جميعاً: ?مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا?(1). وقد احتل هذا الحق مكانة مهمة في أدبيات القرآن وفي سنّة رسول الله صلى الله عليه وآله وأصحابه وأهل بيته ـ عليه السلام ـ، فقد جاءت الأوامر والنواهي والتعاليم والإرشادات لحفظ هذا الحق، وأكدت على ان قتل النفس المحترمة وإراقة دم الإنسان يستلزم عقوبة في الدنيا بالقصاص أو الدية، وعقوبة إلهية وخيمة في الآخرة. حـق الاعتقـاد: للناس جميعاً حق الاعتقاد بأي عقيدة شاؤوا، فلا إكراه ولا إرهاب ولا إجبار على ترك عقيدة معينة وتبني عقيدة جديدة، قال تعالى: ______________________ 1 ـ سورة المائدة: 32.