ـ(457)ـ ومن السنن الثابتة التي يتساوى أمامها الناس جميعاً، هي التمتع بالبركات والحرمان منها: ?وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ?(1). وانّ الله تعالى يبتلي الناس دون تمييز أمة عن أمة وقوم عن قوم ولون عن لون، لكي يعودوا إلى الإيمان به والاستقامة على منهجه، قال الإمام علي ـ عليه السلام ـ: «إنّ الله يبتلي عباده عند الأعمال السيئة بنقص الثمرات وحبس البركات وإغلاق خزائن الخيرات ليتوب تائب ويقلع مقلع ويتذكر متذكر ويزدجر مزدجر»(2). والناس متساوون في العقوبة الإلهية ان غيّروا حركة التاريخ المتوجهة نحو الكمال والسمو، قال تعالى: ?إِنَّا مُنزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِّنَ السَّمَاء بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ?(3). الفصل الثاني المساواة في الحقوق العملية جعل الإسلام لجميع الناس حقوقاً وحرّم التعدي عليها، فلكل إنسان حق خاص به، فهو حرّ في هذا الحق ما لم يصطدم بحق أو حقوق أخرى، فلا يطغى حق الفرد على حق المجتمع، ولا حق المجتمع على حق الفرد، ولا حق مجتمع على مجتمع __________________________ 1 ـ سورة الأعراف: 96. 2 ـ شرح نهج البلاغة 9 / 76. 3 ـ سورة العنكبوت: 34.