ـ(456)ـ والناس متساوون في هدايتهم لنجد الخير ونجد الشر: ?وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ?(1). والناس أحرار فمن اهتدى فإنّما يهتدي لنفسه ومن ظلّ فإنّما يظل على نفسه: ?قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ?(2). فإذا تمت للناس عناصر الهداية ثم انحرفوا عنها غروراً وطغياناً وكبراً فان الله يتركهم وشأنهم ولا يتدخل لهدايتهم لأنهم مخيّرون لا مسيّرون. والناس متساوون في إصلاح نفوسهم وعدمها، فقد الهَمَ الله تعالى كل نفس عناصر الفجور والتقوى، ثم رسم لها طريق الصلاح والطلاح، والأمر عائد للإنسان نفسه: ?وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا _ فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا _ قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا _ وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا?(3). المساواة أمام السنن الإلهية جعل الله تعالى للحياة الإنسانية سنناً ثابتة لا تتبدل ولا تتغيّر ولا تختلف، فجعل النتائج تستتبع المقدمات، وجعلها حاكمة على حركة الناس، وهم متساوون أمامها دون فرق أو تمييز، فالله تعالى لا يغيّر ما بهم حتى يغيّروا ما بأنفسهم: ?إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ?(4). ____________________________ 1 ـ سورة البلد: 10. 2 ـ سورة يونس: 108. 3 ـ سورة الشمس: 7 - 9. 4 ـ سورة الأنفال: 53.