ـ(455)ـ ?رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ?(1). فلكل الناس جزاؤهم: ?وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ?(2). فللمحسنين جزاؤهم وللمسيئين جزاؤهم: ?لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى?(3). فهم متساوون في ذلك اليوم بلا تمييز لعنصر على عنصر أو جماعة على جماعة، فالجنة مثوى المؤمنين الصالحين، والنار مثوى الكافرين والطالحين وان انتسبوا إلى الأنبياء بأن كانوا أبناءهم أو بناتهم أو نساءهم، أو ينتمون إلى لغتهم أو قوميتهم أو عنصرهم. المساواة في الإرادة والاختيار خلق الله تعالى الناس وهم أحرار في إرادتهم واختيارهم; في الاعتقاد به والالتزام برسالته، وهم متساوون في حرية الرادة والاختيار، فالله تعالى منحهم العقول والغرائز ليتوصلوا من خلال الآيات والبينات إلى اتخاذ المنهج الإلهي في الحياة، في عقولهم ونفوسهم ومواقفهم، وهم بعد إلقاء الحجّة لهم حق اختيار ما يرونه من منهج، بلا إكراه ولا إجبار، قال تعالى: ­?إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا _ إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا?(4). __________________________ 1 ـ سورة آل عمران: 9. 2 ـ سورة الجاثية: 22. 3 ـ سورة النجم: 31. 4 ـ سورة الإنسان: 2 ـ 3.