ـ(454)ـ ?قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ?(1). وبدأ رسول الله صلى الله عليه وآله بتبليغ الرسالة الإلهية إلى الناس جميعاً إلى العرب والعجم والى الوثنيين وأهل الكتاب بلا فرق ولا تمييز. وقال صلى الله عليه وآله : «أعطيت خمساً لم يعطهنّ أحد من قبلي، كان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى كل أحمر وأسود...»(2). والناس متساوون في التكليف حسب الطاقة الإنسانية المحدودة، قال تعالى: ?لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا?(3). وقال تعالى: ?مَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ?(4). وقال تعالى: ?يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ?(5). فالناس متساوون في التكليف في الأصول والفروع، فهم مكلفون بالعقيدة والشريعة على حد سواء، وقد جعل الله تعالى هذه الحياة قنطرة للحياة الأخرى التي يتساوى الناس فيها في الجزاء، وكل منهم يجد ما عمله أمامه، وقد خاطب القرآن الكريم الناس جميعاً بذلك: ?يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ?(6). والله تعالى جامع الناس بلا تمييز لليوم الآخر: ________________________ 1 ـ سورة الحج: 49. 2 ـ صحيح مسلم 1 / 370. 3 ـ سورة البقرة: 286. 4 ـ سورة الحج: 78. 5 ـ سورة البقرة: 185. 6 ـ سورة الانشقاق: 6.