ـ(453)ـ المساواة في التكليف والجزاء الناس جميعاً متساوون في التكليف الإلهي في الحياة الدنيا، ومتساوون في الجزاء من ثواب وعقاب في الدار الآخرة، دون تمييز وتفريق أو ترجيح، فالجميع مكلفون بالإيمان بالله والإيمان باليوم الآخر، بعدما تبرز لهم البينات، وتتضح لهم البراهين، بأنهم حادثون ومخلوقون للمطلق العليم، وقد جعلهم الله تعالى متساوين في الاطلاع على البينات والبراهين والأدلة، فهو يخاطب فطرتهم وعقولهم ليحرك دفائنها، ويثير كوامن النفس للاستسلام للحقائق التي توصل إلى معرفته تعالى، قال تعالى: ?أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ?(1). وقال تعالى: ?وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ?(2). ولم يكلف الله تعالى الناس حتى بعث النبيين والمرسلين، وكان آخرهم نبينا محمد صلى الله عليه وآله الذي بعث إلى الناس جميعاً لارشادهم والقاء الحجة عليهم في الهداية، فهو لم يبعث لقوم دون قوم ولا للون دون لون وإنّما للناس على مختلف خصائصهم وصفاتهم الخارجة عن ذواتهم، كما ورد في الآيات الكريمة: ?قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا?(3). ?وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا?(4). ______________________ 1 ـ سورة النمل: 64. 2 ـ سورة الحشر: 21. 3 ـ سورة الأعراف: 158. 4 ـ سورة سبأ: 28.