ـ(452)ـ والناس متساوون في تكريمهم بالخلافة الإلهية: ? وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً...?(1). والناس متساوون في التمتع بتكريم الله تعالى لهم، بتسخيره لما في الأرض لهم جميعاً: ?هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً?(2). ?وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا?(3). فالجميع لهم حق الاستثمار والتعمير والاستفادة من الإمكانيات المسخرة لهم لإدامة الحياة وإدامة الحركة التاريخية، فالتكريم في هذا المجال شامل للجميع لا فرق بينهم، وقد أكد رسول الله صلى الله عليه وآله ذلك في نفيه للتكريم القائم على أسس إضافية وخارجة عن ذات الإنسان، فقال صلى الله عليه وآله : «أمّا بعد فإن ناساً يزعمون أن كسوف الشمس، وكسوف هذا القمر، وزوال هذه النجوم عن مواضعها لموت رجال عظماء من أهل الأرض، وانهم قد كذبوا، ولكنها آيات من آيات الله يعتبر بها عباده; لينظر من يحدث لـه منهم»(4). فالناس مكرمون جميعاً من الله تعالى، فليس هنالك قيمة تعلو على قيمة الإنسان أو تهدر من أجلها قيمته، فالكرامة ذاتية لـه مادام إنساناً، فهي ناظرة إلى إنسانيته الذاتية دون أي اعتبار لسائر الخصوصيات الأخرى، إلاّ التكريم الموضوع من قبل الله تعالى. _____________________________ 1 ـ سورة البقرة: 30. 2 ـ سورة البقرة: 29. 3 ـ سورة الجاثية: 13. 4 ـ الدر المنثور 3 / 329.