ـ(450)ـ فهم متساوون في العبودية لله تعالى التي تستلزم نفي عبادة غيره من عبادة للهوى أو الأنا أو عبادة الأصنام البشرية، أو عبادة أصحاب المؤهلات الكبيرة كالأنبياء وأوصيائهم والرهبان والقساوسة أو عبادة الأبطال الذين لهم دور في حركة التاريخ الإنساني. وعبّر القرآن الكريم عن جميع الشخصيات النموذجية بالعبيد مساواة لغيرهم من بني الإنسان في العبودية لله، ونفى العبودية لغيره تعالى، وتأكيداً منه لحرية الإنسان والمساواة في هذه الحرية بين جميع أفراده. ?لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْداً لِّلّهِ?(1). ?ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا?(2). ?وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ...?(3). ?... وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ...?(4). ?وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ...?(5). والمساواة في الحرية تستلزم تحرير الإنسان من جميع الأغلال والقيود إلاّ ما قيّده الله تعالى بها، تحرره من أغلال التحجر العقلي والتقليد الجامد، والتبعية اللاوعية للغير، وتربي الإنسان على حرية التفكير واستقلال الإرادة. ________________________________ 1 ـ سورة النساء: 172. 2 ـ سورة الإسراء: 3. 3 ـ سورة ص: 41. 4 ـ سورة ص: 17. 5 ـ سورة البقرة: 23.