ـ(449)ـ في حال الاسترقاق الطارئ، قال صلى الله عليه وآله : «لا يقولنّ أحدكم: عبدي وأمتي، كلكم عبيد الله، وكل نسائكم إماء الله، ولكن ليقل: غلامي وجاريتي وفتاي وفتاتي»(1). فالناس أحرار في علاقات بعضهم ببعض، وهم عبيدٌ إلى الله وحده، ومتساوون في هذه العبودية التي تستلزم نفي جميع ألوان العبودية لغيره تعالى، وان كان مقرباً إليه تعالى طبقاً لموازين ومعايير التقريب كأن يكون رسولاً منه إلى البشرية: ?وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ _ مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ...?(2). وحينما أشكل بعض اليهود على رسول الله صلى الله عليه وآله من انه يريد منهم أن يعبدوه كما تعبد النصارى عيسى بن مريم أجابهم صلى الله عليه وآله : «معاذ الله أن أعبد غير الله أو آمر بعبادة غيره»(3). فقد أمر الله تعالى الناس أن يعبدوه وحده، كما هو ظاهر في الآيات الشريفة التالية: ?وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ?(4). ?وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ...?(5). ?اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ?(6). ___________________________ 1 ـ صحيح مسلم 4 / 1764، دار الفكر، بيروت، 1389 هـ، ط 2. 2 ـ سورة المائدة: 116، 117. 3 ـ السيرة النبوية 2 / 202، ابن هشام. 4 ـ سورة التوبة: 31. 5 ـ سورة البينة: 5. 6 ـ سورة الأعراف / 59.