ـ(448)ـ وهم لا يملكون لأنفسهم ضرّاً ولا نفعاً، ولا يعلمون ما يجري في المستقبل عليهم من حيث الحياة والرزق والموت، فهم متساوون في جميع ما يتعلق بالإنسان من خصائص ذاتية وطبعية جسدية وروحية نفسية وعقلية، ومتساوون في الضعف والكينونة المحدودة، بلا فرق بينهم. المساواة في الحرية الناس متساوون في الحرية، فالإنسان خلق حرّاً، فلا عبودية ولا استعباد ولا رقّ، قال تعالى: ?مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللّهِ?(1). فلا يحق للإنسان وان كان في قمة التمتع بالخصائص المعنوية والروحية أن يستعبد غيره، فالإنسان مولود ترافقه الحرية في جميع مراحل حياته، وقد خلقه الله تعالى على هذه الشاكلة، قال الإمام علي عليه السلام ـ: «ولا تكن عبد غيرك وقد جعلك الله حراً»(2). وقال ـ عليه السلام ـ: «ان آدم لم يلد عبداً ولا أمة، وانّ الناس كلهم أحرار»(3). وإذا كانت الظروف الخارجية وخصوصاً ظروف الحرب تستدعي استرقاق الآخرين فإنها ظاهرة استثنائية تعود إلى الأصل فور تغير الظروف الخارجية وتغير ظروف الإنسان نفسه، ولهذا نهى رسول الله صلى الله عليه وآله عن استخدام مصطلح العبد والأمة ____________________________ 1 ـ سورة آل عمران: 79. 2 ـ تحف العقول: 52. 3 ـ الكافي 8 / 69، الكليني، دار صادر، بيروت، 1401 هـ.