ـ(447)ـ ?وَلَئِنْ أَذَقْنَا الإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ?(1). ? إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا _ إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا _ وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا...?(2). فالناس جميعاً يمتازون بالضعف والمحدودية، والافتقار إلى الخالق تعالى: ?يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ?(3). والله تعالى هو الذي جعل للإنسان جوارحه: ?قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ?(4). وجعلهم متساوون في العقول والمشاعر والأحاسيس، بلا فرق بين إنسان وإنسان، ولا ميزة لسلالة على سلالة، ولا لعنصر على عنصر، ولا لعقيدة على عقيدة ينتمي إليها الإنسان، فالجميع متساوون من حيث خصائصهم الذاتية، أمّا انعكاس هذه الصفات في الواقع العمليّ فإنها متوقفة على درجات التفاعل مع المؤثرات الخارجية الخارجة عن الخصائص الإنسانية. وهم متساوون في حبّ الشهوات: ?زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا...?(5). والناس متساوون في الموت والحياة والبعث والنشور. ______________________________ 1 ـ سورة هود: 9. 2 ـ سورة المعارج: 19 ـ 20. 3 ـ سورة فاطر: 15. 4 ـ سورة الملك: 23 5 ـ سورة آل عمران: 14.