ـ(446)ـ وقال تعالى: ? وَهُوَ الَّذِيَ أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ... ?(1). فلا موجب للتمييز، فالخالق واحد، والأب واحد، والمصدر واحد، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: «أيها الناس ان ربّكم واحد وانّ أباكم واحد، كلكم لآدم وآدم من تراب...»(2). وهم متساوون في الخلق كما قال الإمام علي ـ عليه السلام ـ: «... فانهم صنفان: إما أخ لك في الدين، وإمّا نظير لك في الخلق»(3). والناس متساوون في الخصائص الإنسانية، فالناس جميعاً لهم طبيعة خاصة متساوية عند الجميع، فهم مركبون من جسد وعقل ونفس وروح، ومن غرائز وشهوات واحدة، وهم متساوون في الضعف والمحدودية، قال تعالى: ?يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا?(4). وهم متساوون في الصفات المرافقة لضعف الإنسان ومحدوديته، قال تعالى: ?وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً?(5). ?... وَكَانَ الإنسَانُ قَتُورًا?(6). ?وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا?(7). ___________________________________ 1 ـ سورة الأنعام: 98. 2 ـ تحف العقول: 24، ابن شعبة الحرّاني، المكتبة الحيدرية، النجف، 1380 هـ، ط 5. 3 ـ شرح نهج البلاغة 17: 32، ابن أبي الحديد، مطبعة عيسى الحلبي، مصر، 1959 م. 4 ـ سورة النساء: 28. 5 ـ سورة الإسراء: 11. 6 ـ سورة الإسراء: 100. 7 ـ سورة الكهف: 54.