ـ(444)ـ النزعات العالمية الخالدة للإنسانية(1). وقال باسكال: «... كل شيء غير الله لا يشفي لنا غليلاً»(2). وقد أكد القرآن الكريم على هذه الحقيقة بقوله: ?وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ?(3). والناس جميعاً مجبولون بفطرتهم على الإيمان بالخالق تعالى، حيث تبدأ تساؤلات الإنسان منذ صغره عن نشوء الكون ونشوئه هو فلا فرق بين إنسان وآخر في الإيمان بهذه الحقيقة فالجميع متساوون منذ الخلقة الأولى والى يومنا هذا. والناس متساوون في الانتساب إلى الله تعالى فهو خالقهم وخالق جميع ما في الكون، وهم متساوون في الشعور بأنّه خالق مطلق، لـه إحاطة تامة بالعالم كلّه، وبالأرض كلها، وبالناس كلهم، يعلم ما يحيط بالإنسان، وهو المهيمن على سكنات النفوس وحركاتها، وما تخفي الصدور، واليه تعالى المصير، فهو المبدأ وهو المنتهى. والناس متساوون في موجبات الهداية، وموحيات الإيمان، فهي ممتزجة بكيانهم الذي زودته بهم الفطرة والعقل السليم، فكل ما في الكون يدل على وجوده تعالى، وقد بيّن لهم تعالى ما يدل عليه من خلال التفكر في الكون والحياة وفي أنفسهم. وهم متساوون في الرأفة والرحمة الإلهية، قال تعالى: _______________________________ 1 ـ الدين: 82، محمد عبدالله دراز، دار القلم، الكويت، 1390 هـ. 2 ـ دائرة معارف القرن العشرين 1: 482. 3 ـ سورة لقمان: 25.