ـ(442)ـ والإرادة، وتجري عليهم السنن بلا تمييز، وهم متساوون في الحقوق المقوّمة للحياة وأدامتها. والمسلمون باعتبارهم أحد الشرائح الإنسانية متساوون مع غيرهم في الإنسانية، ومع أبناء دينهم بالانتماء إلى منهج واحد، قرّر المساواة فيما بينهم بإضافة خاصية الإسلام إلى الإنسانية. ومن هذا المنطلق فهم مأمورون بإزالة ما يربك هذه الحقيقة ويشيع الاضطراب والقلق في العقول والنفوس والمواقف، وبالالتقاء في المحور المشترك دون النظر إلى الهوية المذهبية، فهم أخوة على دين واحد ومنهج واحد، وهم مأمورون بالعمل الدؤوب لإعادة مجدهم وعزتهم بوحدة مواقفهم، وبالانفتاح مع بقية بني الإنسان المرتبطين معهم برابطة الإنسانية، والمتساوين معهم في الجنس البشري، ليكون المنهج الإلهي هو الحاكم على مفاهيم وقيم الناس جميعا. وفي بحثنا هذا نستعرض مفاهيم وقيم الإسلام في إقرار المساواة بين الناس، ونوزع البحث على فصول: الأول: المساواة في الخصائص الذاتية والتصوريّة. الثاني: المساواة في الحقوق العملية. الثالث: المساواة أمام أسس وموازين التفاضل. وندعو الله تعالى ان يعمق روح الاخوة بين المسلمين بوحدة المواقف العملية اتجاه بعضهم، وروح الاخوة الإنسانية مع غيرهم، وان يتناسوا مآسي الماضي التي لا دخل لهم في ارتكابها، ولا مسؤولية على الحاضرين في نشوئها، وان ينطلقوا انطلاقة الصحابة الأوائل في علاقاتهم الأخوية وارتباطاتهم العملية في حمل همّ الإسلام وهمّ الأمة، حيث استطاعوا بناء الحضارة الشامخة في أقل من نصف قرن، وشيّدوا مجد الإسلام وعزة المسلمين.