ـ(441)ـ بسم الله الرحمن الرحيم تمهيـد: بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد الكائنات محمد وعلى آله وصحبه. انّ الإنسان هو الوجود المحوري الذي تدور حوله المفاهيم والقيم الإسلامية، امتاز بالتكريم على سائر الوجودات; بالعقل والاستخلاف وتسخير ما في الكون لـه وحده، وقد خُلق لإقرار منهج الله تعالى في الحياة، وتحقيقه في صورة عملية ذات مظاهر منظورة، تترجم فيها المفاهيم والنصوص إلى مشاعر عملية وأعمال حركية، وقد راعى الإسلام في ذلك الطبيعة الإنسانية التي بقيت محافظة على خصائصها وذاتياتها، كما أرادها الله تعالى، فلم يبدلها أو يعطلها، وكان ناظراً للإنسان بما هو إنسان بلا صفة إضافية خارجة عن تلك الطبيعة، لذا جاءت توجيهاته لتساوي بين الناس، وتقرّر هذه المساواة في واقع الحياة، فالناس مخلوقون لله تعالى، متساوون في أصل الخلقة والنشأة، فأصلهم حفنة طين ونفحة روح، متساوون في التكريم والحرية