ـ(434)ـ واشتراطه على اتباعه ـ حتى يقبل منهم الإيمان، ان يؤمنوا بتلك الكتب وأولئك الرسل، الذين جاءوا للناس في قديم الزمان. قال رب العالمين في صفة المؤمنين الصادقين: ?والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُون?(البقرة 4). ? ثم ان الإيمان بالرسل السابقين والكتب التي نزلت عليهم من رب العالمين، ليس متروكا الاختيار المؤمنين، ولكنه فرض عليهم أجمعين. وفي ذلك يقول لهم رب العالمين: ?قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ?(البقرة 136). ? ولا يكتفي الإسلام بدعوة اتباعه إلى الإيمان بالرسل السابقين ـ صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين - بل انه يأمرهم ويغرس في نفوسهم ألاّ يفرقوا بينهم، إشاعة لإنسانية الإسلام، وتكريسا لشموليته، وتقريراً لعالميته: ? آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ?(البقرة 285). ? وكيف يقبل الإسلام التفريق بين الرسل ومصدر رسالاتهم واحد، هو الوحي الإلهي الكريم ؟! ?إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإْسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا?(النساء 163). ? ان الإسلام دين إنساني عالمي، يحب الخير للناس أجمعين، ويأمر نبيه ـ صلى الله عليه وآله ـ وجميع المسلمين، بأن يسالموا الذين يسالمونهم: ?وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ?(الأنفال 61).