ـ(433)ـ بعباده أجمعين، مصداقاً لقوله ـ جل شأنه ـ لرسوله الأمين ـ صلى الله عليه وآله ـ: ?وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين?(الأنبياء 107). ? المناهج الأخرى تميز أتباعها عن بقية الناس، كما تفعل الصليبية والشيوعية والصهيونية، التي تجعل الأمريكان والإنجليز وبقية الغربيين، أو الصهاينة والشيوعيين وغيرهم من الملحدين، تجعل منهم أناسا متميزين عن المسلمين وغيرهم من الأفارقة والآسيويين فدم هؤلاء مهدور، ودم أولئك محروس ومخفور، وذنوب هؤلاء تستحق شديد العقاب، وجرائم أولئك ليس عليها أي حساب. ? أما المنهج الإسلامي فهو منهج إنساني، يحفظ لجميع الناس حقوقهم، ويقف حربا على الذين يظلمون العباد، أو يعيثون في الأرض الفساد فالمساواة بين الناس ـ مثلا ـ هي إقرار بإنسانيتهم، وحفظ لكرامتهم، وتكريم لآدميتهم، ولذلك جعلها الإسلام فرضا من فروضه، وقاعدة من قواعده ?إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ?(النحل90). ? وكما يحرص الإسلام على حقوق الأفراد والجماعات، فهو يحرص على حقوق الأمم والشعوب، ويجعل من اتباعه أناساً متسامحين مع البشر أجمعين، كما يجعل من منهجه رحمة للعالمين. وفي هذا مظهر مضيء لإنسانية الإسلام ورحمته، وتعبير واضح عن شموليته وعالميته. فهو القانون الذي تصغر أمامه بقية القوانين، وهو المنهج الذي تتضاءل عنده مناهج الآخرين. ? ومن أرقى سمات الإسلام الإنسانية وصفاته العالمية؛ إكرامه للرسل والأنبياء السابقين، واعترافه بالكتب والأديان التي أنزلها الله للناس الأقدمين. بل