ـ(432)ـ ويسارعون إلى الحرام. وفي ذلك يقول رب العالمين: ?لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ?(المائدة 63). ? يجب أن يتعظ المسلمون ـ والعلماء منهم على وجه الخصوص ـ بما فعل الله بالذين كفروا من بني إسرائيل الذين لم يكن أحد منهم ينهى أحدا عما يقترف من المحرمات، أو يجترح من الآثام والسيئات. ولذا فقد صب الله عليهم غضبه، والحق بهم لعنته. قال تبارك اسمه:?لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ_ كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ?(المائدة 78 ـ 79) ? ان المنهج الإسلامي المتمثل في كتاب الله جل شأنه وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وآله ـ، يجب ان يجد طريقه إلى الناس أجمعين، فإنه رحمة الله بهم، وموعظته إليهم، وهداه الذي تفضل به عليهم. وان مسؤولية ذلك تقع على عواتق علماء المسلمين، فهم ورثة رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ، وهم العارفون بكتاب الله. وقد انتدبهم الله لحمل رسالته. فإذا التزموا بذلك فازوا بخير الجزاء واجزل العطاء، وإذا نكصوا أوشك الله ان يجازيهم بما جازى به أحبار بني إسرائيل، الذين عاب الله ذلك عليهم، لأنهم ـ كما قال الإمام أبو عبدالله الحسين ـ رضي الله عنه: «كانوا يرون من الظلمة الذين بين أظهرهم المنكر والفساد، فلا ينهونهم عن ذلك، رغبة فيما كانوا ينالون منهم، ورهبة مما يحذرون» (الإمام الخميني ـ الحكومة الإسلامية ـ ص 104). ? لقد حرص الإسلام على تبليغ منهجه الرباني للناس جميعاً. وفي ذلك ما فيه من اللمسات الإنسانية الحانية ففيه العدل الذي لا يستقيم أمر الناس إلا به، وفيه الحرية والمساواة اللتان لا يستغني الناس عنهما. وباختصار: فيه رحمة الله